خطة البحث :
مقدمة
المبحث الأول : ماهية البنك الدولي .
المطلب الأول : مفهوم البنك الدولي .
المطلب الثاني : تاريخ و نشأة البنك الدولي .
المطلب الثالث : الهيكل التنظيمي للبنك الدولي .
المبحث الثاني : مهام و أهداف البنك الدولي .
المطلب الأول : وظائف البنك الدولي .
المطلب الثاني : أهداف البنك الدولي .
المطلب الثالث: مكونات البنك الدولي.
المبحث الثالث : مصادر تمويل البنك الدولي .
المطلب الأول: رأس مال البنك الدولي .
المطلب الثاني : القروض و المنح .
المطلب الرابع : تقييم البنك الدولي و علاقة الجزائر .
المطلب الأول : انجازات و إخفاقات البنك الدولي .
المطلب الثاني : اتفاقيات الجزائر و البنك و الدولي .
الخاتمة
مقدمة :
لقد عرف العالم خلال فترة ما بين الحربين العديد من المتغيرات و الاحداث في مختلف المجالات و الميادين خاصة المجال الاقتصادي الذي ميزته احداث انهيار قاعدة الذهب و اللجوء الى نظام النقد الورقي الالزامي , و اعتماد الدول على سياسات مالية تضخمية من اجل اعادة بناء اقتصادها المتدهور .
و في عام 1944اجتمع ممثلوا الولايات المتحدة و انجلترا و 42 دولة في بريتون وودز بنيو همشبر الامريكية لتقرير شكل النظام المالي النقدي الجديد, و تم الاتفاق على انشاء ثلاثة منظمات و هي منظمة التجارة الدولية , البنك الدولي , صندوق النقد الدولي , و ساتناول في البحث موضوع البنك الدولي , من خلال الاجابة عن اشكالية التي مفادها ما هو البنك الدولي ؟ و ما هي طبيعة عمله ؟
و ذلك وفق خطة مدروسة .
المبحث الأول : ماهية البنك الدولي .
المطلب الأول : مفهوم البنك الدولي .
يعتبر البنك الدولي اكبر مصدر تمويل في العالم يهدف الى تقديم المساعدات المالية و الفنية لبلدان العالم الثالث في جميع انحاء العالم , و ينصب محور تركيزه الرئيسي حول مساعدة اكثر الناس و اشد البلدان فقرا , زسالته تحقيق عام خال من الفقر , تاسس بتاريخ 1جويلية 1944 بقرار من مؤتمر دولي حضره ممثلو 44 دولة في بريتون وودز بنيو همشبر الامريكية , مقره الرئيسي بواشنطن مقاطعة كولومبيا , و هو مؤسسة تعاونية تمثل البلدان المساهمة الاعضاء البالغ عددها 185 بلدا , و يصبح البلد عوا بمجرد اتفاقية تاسيس البنك الدولي للانشاء و التعمير .
وتشير عبارة البنك الدولي الى البنك الدولي للانشاء و التعمير و المؤسسة الدولية للتنمية , في حين تضم عبارة مجموعة البنك الدولي خمس مؤسسات :
- البنك الدولي للانشاء و التعمير
- المؤسسة الدولية للتنمية
- مؤسسة التمويل الدولية .
- المركز الدولي لتية منازعات الاستثمار .
- هيئة ضمان الاسثمار متعددة الاطراف .
المطلب الثاني : تاريخ و نشأة البنك الدولي .
بدأ البنك الدولي اعماله بالمساعدة في اعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية و هي الفكرة التي تبلورت خلال الحرب في بريتون وودز بنيو همشبر الامريكية . وكان قرض البنك الاول من نصيب فرنسا بقيمة تبلغ 250مليون دولار في عام 1947 وقد خصص القرض لمجهودات اعادة اعمار فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية . و استمرت جهود الاعمار موضع تركيز هام لعمل البنك و ذلك في ظل الكوارث الطبيعية و الطوارئ الإنسانية و احتياجات اعادة التاهيل في ما بعد للنزاعات و التي دائما ما تؤثر على اقتصاديات البلدان النامية و التي تمر بمرحلة تحول .
لكن اليوم يتمركز عمل البنك حول تخفيف حدة الفقر كهدف عام يشمل جميع اعماله . وقد سبق للبنك ان كان له طاقم متجانس من المهندسين و المحللين الماليين يعمل من خلال مكتب البنك في واشنطن العاصمة . اما اليوم فلديه طواقم متنوعة و متعددة التخصصات تشمل خبراء اقتصادين و خبراء في السياسات العامة و مختلف القطاعات و علماء الاجتماع , و يعمل 40 من هذه الطواقم الآن في المكاتب القطرية التابعة للبنك في البلدان الأعضاء .
و عرف تاريخ البنك مروره بمرحلتين :
المرحلة الانتقالية
خلال مرحلة الثمانينيات , اتخذ البنك مسالك عديدة للعمل : في بداية العقد , تعامل البنك مع قضايا الاقتصاد الكلي و إعادة جدولة الديون , و في وقت لاحق من نفس العقد احتلت القضايا الاجتماعية و البيئية مكان الصدارة , في الوقت الذي تزايد تعبير المجتمعات المدنية اتهمت بعض هذه الجمعيات البنك بانه لا يتقيد بسياسته في بعض المشاريع البارزة .
و لمواجهة القلق حول نوعية عمليات البنك , تم اصدار تقرير وبنهانز الذي اتخذت بعده خطوات تجاه الاصلاح تضمنت انشاء لجنة تفتيش مستقلة لتقصي الادعاءت ضد البنك , الا ان الادعاءات تزايدت و بلغت ذروتها عام 1994 في الاجتمعات السنوية التي عقدت في مدريد باسبانيا .
الاصلاح و التجديد
منذ ذلك الوقت , تقدمت مجموعة البنك تقدما كبيرا , و اصبحت المؤسسات الخمس تعمل –بصورة من و بالتعاون فيما بينها – لتحسين الكفاءة الداخلية و الفعالة الخارجية . و عبرت البلدان التي يتعامل عن ارتياح كبير ازاء التغيرات التي يرونها في مستويات خدمات مجموعة البنك و في التزاماتها و تقيدها و كذلك ارتفاع جودتها .
يقوم البنك اكثر من أي وقت مضى اليوم بدور هام على صعيد رسم السياسات العالمية . فقد اشترك البنك و بفعالية مع الشركاء المعنيين و البلدان المتعامل معها في حالات الطوارئ المعقدة كالعمل في البوسنة في مرحلة ما بعد النزاع كذلك تقديم المساعدات في مرحلة ما بعد الازمة لبلدان الشرق اسيا و المساعدة في أعمال التنظيف بعد الاعصار في امريكا الوسطى و دعم تركيا في اعقاب الزلزال و العمل في كوسوفو و تيمور الشرقية .
المطلب الثالث : الهيكل التنظيمي للبنك الدولي .
البنك الدولي يشبه مؤسسة تعاونية , تعتبر البلدان الاعضاء فيها وعددها 185 مساهمين فيها . ويمثل المساهمون من خلال مجلس المحافظين , و هم كبار واضعي السياسات في البنك الدولي . و بصفة عامة يكون المحافظون من وزراء المالية او وزراء التنمية في البلدان الاعضاء . و يجتمعون مرة في السنة في الاجتماعات السنوية لمجالس محافظي مجموعة البنك الدولي و صندوق النقد الدولي .
و لان المحافظين لا يجتمعون سوى مرة واحدة فقط في السنة , فانهم يفوضون واجبات محددة الى 24 مديرا تنفيذيا , *يعملون في داخل البنك الدولي . و يعين كل من اكبر خمسة مساهمين , و هي فرنسا و المانيا و اليابان و المملكة المتحدة و الولايات المتحدة , مديرا تنفيذيا , بينما تمثل الاعضاء الاخرى بتسعة عشر مديرا تنفيذيا .
ان رئيس البنك الدولي , روبرت,ب,زوليك* يراس اجتماعات مجلسي المديرين التنفيذيين و هو مسؤول عن ادارة البنك الدولي بصفة عامة . وقد جرت العادة ان يكون رئيس البنك من مواطني اكبر المساهمين في البنك الدولي , وهي الولايات المتحدة , وهي التي ترشحه . و ينتخب مجلس المحافظين الرئيس لفترة مدتها خمس سنوات , قابلة التجديد .
و المديرون التنفيذيون يشكلون مجلسي المديرين التنفيذيين *بالبنك الدولي . وعادة ما يجتمع المديرون التنفيذيون مرتين كل اسبوع على الاقل للاشراف على عمل البنك الدولي , بما في ذلك اعتماد القروض و الضمانات , و السياسات الجديدة , و الموازنة الادارية , و استراتيجيات المساعدة القطرية , و قرارت الاقراض و التمويل .
المبحث الثاني : مهام و أهداف البنك الدولي .
المطلب الأول : وظائف البنك الدولي .
تتلخص وظائف البنك الدولي :
- العمل على تقديم التمويل الدولي طويل الاجل لمشاريع و برامج التنمية و خاصة للدول النامية .
- تقديك المساعدات الخاصة للدول النامية و الاكثر فقرا و التي يقل متوسط دخل الفرد فيها عن الالف دولار سنويا .
- العمل على زيادة دور القطاع الخاص في الدول النامية بكل الوسائل الممكنة .
- القيام بتقديم المشورة و المساعدة الفنية للدول الأعضاء لمعاونتها على تحقيق افضل الحلول لمشاكلها المتعلقة بأهداف البنك و اختيار المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية .
- العمل على تقوية النية الأساسية للتنمية من خلال تمويل المشروعات الكبيرة و منها سدود المياه , مشاريع الري , محطات توليد الكهرباء, السكك الحديدية و الطرق .
- القيام بتطوير ادوات التحليل الخاصة بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع و اصلاح البنية الاقتصادية التي تعمل فيها تلك المشروعات .
المطلب الثاني : أهداف البنك الدولي .
تتحدد اهداف البنك الدولي :
- المساعدة في تعمير و تنمية اقاليم الدولة العضو و تحقيق معدلات نمو اقتصادي اعلى .
- تشجيع الاستثمارت الاجنبية الخاصة عن طريق الضمان او المساهمة في القروض .
- المساعدة في تحقيق النمو المتوازن في الجل الطويل للتجارة الدولية .
- علاج الاختلالات الهيكلية في ميزان المدفوعات للدول النامية .
- ترسيخ قواعد السلوك للنظام المالي الدولي في كل ما يتعلق بالتحركات الدولية لرؤوس الاموال سواء في صورة قروض أو استثمارات أجنبية مباشرة أو غير مباشرة , بغرض زيادة مستويات التنمية الاقتصادية و رفع معدلات النمو الاقتصادي .
المطلب الثالث: مكونات البنك الدولي.
إن توسع البنك الدولي في تقديم قروض للهيئات العامة والخاصة في أقاليم الدول الأعضاء وما يتطلب ذلك من تلبية احتياجات التنمية لجا البنك إلى إنشاء منظمتين تابعتين لهما:
مؤسسة التمويل الدولية:
تم إنشاؤها في 24يوليو 1956 وأصبحت وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة في 20 فيفري1957 ورغم ارتباطها بالبنك الدولي إلا أنها كانت لها شخصية قانونية مستقلة بأموالها المنفصلة عن أموال البنك وكان الهدف من إنشائها رفع حالة الضمان الحكومي لإقراض المشروعات الإنتاجية الخاصة في أقاليم الدول الأعضاء والمساهمة على إيجاد فرص الاستثمار لرؤوس الأموال الخاصة المحلية والأجنبية كما أنها تشجع الاستثمار الموجه للإنتاج ومنه زيادة معدلات النمو خاصة لدى القطاع الخاص خصوصا
في مجالات الصناعة والتعدين ويرتكز النشاط الأساسي لمؤسسة التمويل الدولية في تقديم المساعدات للدول النامية من اجل تنمية القطاع الصناعي.
رابطة التنمية الدولية:
إن الحالة الاقتصادية المتدهورة للدول النامية في الخمسينيات وصعوبة الحصول على رؤوس الأموال لتمويل المشروعات الاستثمارية خاصة تلك التي عرف المستثمرين الأجانب المساهمة فيها والتي لا تحقق عائدا اقتصاديا مثل مشروعات الطرق,السكك الحديدية,قطاع الطاقة,وقطاع السدود والمياه.
وتتميز هذه الرابطة بعدة صفات هي:
1. مرونة تعديل بنود الاتفاقية حيث يتم بواسطة المحافظين على عكس البنك الدولي حيث توجد إجراءات معقدة لتعديل أي بند من بنود الإنشاء.
2. ان عدد الدول المساهمة في الرابطة اكثر من عدد الدول المساهمة في مؤسسة التمويل الدولية وخاصة من قبل الدول النامية ويرجع ذلك الى نسبة فائدة القروض وسهولة التمويل
3. تعتبر الرابطة صندوق للاقتراض المسير تتم ادارته بواسطة البنك الدولي ولا تعتبر مستقلة عنه مثلما هو حال مؤسسة التمويل الدولية
4. لها اكثر من مورد مالي اولها حصص الدول الاعضاء ,ثانيها المساهمات الاضافية التي تقدمها دول المجموعة المتقدمة على سبيل الهبة ,ثالثها اقتراض الرابطة من العمليات الاستثمارية التي تقوم بها.
المبحث الثالث : مصادر تمويل البنك الدولي .
تقدم المؤسستان المتداخلتان التان تشكلان البنك الدولي – البنك الدولي للانشاء و التعمير((IBRD و المؤسسة الدولية للتنمية – (IDA) قروضا منخفضة الفائدة أو بدون فائدة و منحا الى البلدان التي لا تستطيع الولوج الى أسواق الائتمان الدولية في اطار مؤات او تلك التي لا تتمكن من الحصول على هذه الخدمات على الاطلاق . و على خلاف المؤسسات المالية الاخرى , فان البنك الدولي لا يعمل بغرض تحقيق الربح .
حيث يعمل البنك الدولي للانشاء والتعمير على اساس السوق , كما يستخدم البنك الدولي تصنيفه الائتماني المرتفع في تمرير ميزة الفائدة المنخفضة التي يدفعها على الأموال الى المقترضة --أي البلدان النامية .ويتحمل البنك الدولي تكاليفه التشغيلية , حيث لا يستعين بمصادر خارجية من اجل توفير اموال لاغراض تمويل المصاريف العامة. اذا , من اين تاتي النقود التي تمول انشطة البنك الدولي , و كيف يستخدم البنك الدولي الاموال من اجل تحقيق رسالته ؟
المطلب الأول: رأس مال البنك الدولي .
يتكون راس مال البنك من مساهمة الاعضاء ويدفع كل عضو 20% من قيمة حصته نقدا و الباقي يعتبر ضمان للقروض التي يحصل عليها البنك , و تتحدد قدرة كل دولة عضو في البنك على التصويت وفقا لحصتها في راس ماله .
الدول الصناعية المتقدمة )امريكا , اليابان , المانيا , فرنسا , انجلترا ( تسيطر على اكثر من n 1/3 من راس مال البنك و هو ما يجعلها تؤثر مباشرة على قرارات البنك و استراتيجته .
وقدر راس مال البنك حسب الحصيلة عام 1996حوالي 184مليار دولار .
المطلب الثاني : القروض و المنح .
يقدم البنك الدولي من خلال البنك الدولي للانشاء والتعمير و المؤسسة الدولية للتنمية قروض و منح ,
يعتمد البنك الدولي للانشاء والتعمير في اقراضه للبلدان النامية بشكل رئيسي على بيع سندات تتمتع بتصنيف اءتماني من مرتبة (AAA) في الاسواق المالية العالمية . و بينما يجني البنك الدولي للانشاء والتعمير هامش ربح صغير على هذه القروض , فان الجزء الاكبر من دخله ياتي من قيامه باقراض راس مال الخاص به , و يتالف راس المال هذا من احتياطيات تراكمت عبر السنوات و اموال يدفعها مساهمو البنك من البلدان الاعضاء البالغ عددها 184 بلدا . كذلك يمول دخل البنك الدولي للانشاء والتعمير المصاريف التشغيلية للبنك الدولي , كما ساهم في اعمال المؤسسة الدولية للتنمية و تخفيف اعباء الديون .
و يتم تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية , وهي المصدر الاكبر الذي يقدم قروضا بدون فائدة و مساعدات في شكل منح الى اشد بلدان فقرا في العالم , على ثلاث سنوات بمساعدات من 40بلدا مانحا . و تتم تعبئة المزيد من خلال سداد أصل القروض التي تمتد اجال استحقاقها لحوالي 35 الى 40 عاما و كذا سداد القروض التي تقدم بدون فائدة , ثم يعاد اقراض هذه الاموال مرة اخرى . و تشكل المؤسسة الدولية للتنمية حوالي 40 في المائة من القروض التي يقدمها البنك الدولي .
يقدم البنك الدولي, من خلال البنك الدولي للانشاء والتعمير و المؤسسة الدولية للتنمية , نوعين اساسيين من القروض و الاعتمادات :
قروض الاستثمار و قروض لاغراض سياسات التنمية تقدم القروض الاستثمارية الى البلدان من اجل تمويل توريد السلع و تنفيذ الاقتصادية و الاجتماعية. و توفر قروض سياسات التنمية )التي كانت تعرف فيما مضى بقروض التكييف ( تمويلا سريع الدفع من اجل مساندة اصلاحات السياسات و الاصلاحات المؤسسية في البلدان .
و يتم تقييم المشروعات المقترحة التي تتقدم بها جميع الجهات المقترضة من اجل ضمان سلامة المشروع من الناحية الاقتصادية و المالية و الاجتماعية و البيئية . و اثناء المفاوضات التي يتم اجراؤها بشان القرض , يتفق البنك و الجهة المقترضة على الاهداف
الإنمائية والنتائج ومؤشرات الأداء وخطة التنفيذ وكذا الجدول الزمني الذي سيجري بمقتضاه تقديم مدفوعات القرض ، وبينما يقوم البنك الدولي بالاشراف على تنفيذ كل من القروض التي يقدمها و تقيم من نتائج ، تفوم الجبهة المقترضة بتنفيذ المشروع أو البرنامج وفقا للشروط التي الاتفاق عليها ، يعمل مايقرب 30%من موظفي البنك الدولي في نحو 100 مكتب قطري حول العالم ، ويقوم على إدارة ثلاثة أرباع القروض القائمة مديرون قطريون يعملون بعيدا عن مكاتب البنك الدولي في واشطن.
تستهدف المنح تسير إقامة المشروعات الانمائية من خلال تشجيع الابتكار و التعاون بين المنظمات ومشاركة أصحاب المصالح المباشرة المتواجدين على مستوى المحلى للمشروعات ، وفي السنوات الاخيرة تم إستخدام المنح التي تقدمها المؤسسة الدولية للتنمية التي تمول مباشرة أو تدار من خلال الشراكات فيما يلي:/
*التخفيف من أعباء الديون التي تثقل كاهل البلدان الفقيرة المثقلة بالديون * تحسين خدمات الصرف الصحي و إمدادات المياه
* مساندة برامج التحصينات و اللقحات من أجل تخفيض حالات الاصابة بالامراض المعدية مثل الملاريا
* مكافحة جائحة فيروس ومرض الايدز
* مساندة منظمات المجتمع المدني
* وضع مبادرات من أجل تخفيض انبعاث غازات التدفئة
والجدير بالذكر ان أموال البنك محصنة أي تخيض في عملة أي عضو اذ تتمتع امواله بالحماية ولا يتحمل خسارة الصرف، فكلما خفضت دولة سعر صرف عملتها طالب تعويض له مساو لنسبة التخفيض لتغطية الخسارة التي حصة ذلك البلد في البنك.
المحث الرابع:/ تقيم البنك الدولي وعلاقة الجزائر به
المطلب الاول:/ انجازات واخفاقات البنك الدولي
أولا:/ انجازات البنك الدولي:/
• البنك الدولي أكبر ممول خارج للتعليم في العالم:/
للتعليم أهمية مركزية بالنسبةلعملية التنمية الاجتماعية و الاقتصادية فبالإضافة الي تقديم مجموعة واسعة من الخدمات الفنية و المشورة و التحليلات ، قام البنك الدولي منذ بدء إتاحة القروض لمشروعات قطاع التعليم في عام 1963 بتقديم حوالي 36,5 بليون دولار أمريكي من القروض و الاعتمادات لاغراض التعليم وتتالف حافظة قروضه الحالية لاغراض التعليم من 143عملية إقراض إلي 88 بلدا بما يبلغ 8,4 بليون دولار امريكي ويعمل البنك الدولي بصورة وثيقة مع كل من: حكومات البلدان ، و الوكالات والهيئات للامم المتحدة ، والهيئات المانحة الثنائية ، ومنظمات المجتمع المدني ، واصحاب المصلحة الحقيقية الاخرين في تقديم المساندات للبلدان النامية في الجهود التي تبذلها لاتاحة التعليم لكافة مواطنيها ، وذلك كوسيلة لتمكينهم من أسباب القوة ودعم نمو اقتصاداتها الوطنية علما بأن المساندة التي يقدمها البنك الدولي مصممة بما يتلاءم مع احتياجات البلد المعني وهي تشمل: ضمان التحاق كافة الاطفال ولاسيما الفتيات والمحرومين بمدارس ابتدائية جيدة النوعية وقدرتهم على اتمام دراستهم فيها، وذلك لاتاحة الاساس اللازم لتلقي لمزيد من العلم و التدريب ، وتزويد طلبة المدارس الثانوية و الجامعات و المعاهد العليا بالمهارات و الاتجاهات و القيم الملائمة للاقتصاد المتنامي القادر علي المنافسة و بفرص التعلم مدى الحياة الاخذة في التوسع ، وذلك لتمكنيهم من المشاركة و المساهمة في المجتمع القائم على المعرفة ، ومن الامثلة على ذلك مشروع التعليم الابتدائي في الهند الذي يساند جهود الحكومة الهندية في تحقيق الشمولية التعليم بين الاطفال في سن 14ـ 6 سنة ، وذلك لسد الفجوة القائمة على صعيد المساواة بين الجنسين وعلي الصعيد الاجتماعي بحلول عام 2010
• البنك الدولي من أكبر الممولين الخارجين لمكافحة فيروس ومرض الايدزفي العالم:/
يصاب يوميا 14000 شخص بفيروس مرض الايدز وتتراوح أعمار نصف ذلك العدد بين 15سنة و 24سنة، علما بأن فيروس الايدز يقومان بتقويض العديد من المكاسب الاجتماعية و الاقتصادية التي حققتها البلدان النامية في السنوات الخمسين الماضية ، وبما أن البنك الدولي من بين الجهات الراعية لبرنامج الامم المتحدة المشترك لمكافحة نقص المناعة المكتسب ( الايدز) المجموعة التي تقوم بتنسيق الاستجابة الدولية لهذا الوباء ، فقد قام في السنوات الخمس الماضية بتخصيص مايزيد على 1،8بليون دولار امريكي لمكافحة انتشار مرض الايدز في مختلف مناطق العالم ، كما ان البنك الدولي من اكبر الساندين ماليا لبرامج مكافحة فيروس الايدز في البلدان النامية ، وتعهد البنك الدولي بان لايحرم من تمويل أى بلد قام باعداد استراتجية فعالة لمكافحة هذا الفيروس وفي اطار الشراكة مع بلدان افريقيا ومنطقة البحر الكاريبي ، قام البنك الدولي بتنفيذ البرنامج المتعدد البلدان لمكافحة الايدز ، الذي يتيح موارد كبيرة لمنظمات المجتمع المدني و المجتمعات المحلية في بلدان هاتين المنطقتين وقد وضع العديد من تلك المنظمات و المجتمعات مناهج مبتكرة بشأن مكافحة فيروس الايدز بدات منظمات ومجتمعات اخرى التعلم منها وتعديلها بما يتلاءم مع اوضاعها الذاتية وقد اتاح البرنامج المتعدد البلدان لمكافحة مرض الايدز 1،2بليون دولار امريكي لمساعدة بلدان افريقيا على توسيع نطاق برامجها المعنية بالوقاية من الايدز ورعية وعلاج المصابين .
• البنك الدولي في طليعة مناهضي الفساد في مختلف مناطق العالم:/
يعتبر الفساد اكبر عقبة أمام عملية التنمية فهو يزيد ثروة عدد قليل علي حساب المجتمع بكامله وهذا ما يؤدي إلى معاناة الفقراء لأشد العواقب الناجمة عن تحويل الموارد العامة وإبعادها عمن هم بأشد الحاجة إليها فمنذ عام 1996 شرع البنك الدولي في تنفيذ مئات البرامج تحسين أنظمة الإدارة العامة ومكافحة الفساد في حوالي 100 من البلدان النامية وتتراوح المبادرات في هذا المجال بين اشتراط قيام المسؤولين في القطاع العام بالتصريح عن ممتلكاتهم و إدخال الإصلاحات على الإنفاق العام وتدريب القضاة وتعليم الصحفيين أساليب كتابة التحقيقات صحفية ،وأدى التزام البنك الدولي بمكافحة الفساد إلي المساعدة في تشجيع الاستجابة لهذه المشكلة على الصعيد الدولي كما يواصل البنك جعل إجراءات مكافحة الفساد جزءا أساسا من عمله على صعيد أجراء تحليلات وتنفيذ العمليات كما أن البنك ملتزم بالتأكد من أن المشروعات التي يملوها البنك الدولي ، كما قام معهد البنك الدولي بإنشاء مركز رئيسي للمعرفة و التعلم و البيانات بشأن أنظمة الإدارة العامة ومكافحة الفساد .
• البنك الدولي يساند بقوة تخفيض أعباء مديونيات اشد البلدان فقرا و أكثرها مديونية:/
في عام 1996 بدأ البنك الدولي وصندوق النقد بتنفيذ ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون وهي أول نهج شامل بشأن تخفيض الديون التي على عاتق اشد بلدان العالم فقرا وأكثرها مديونية وفي هذا الإطار يلتقي حاليا 28 بلدا تخفيفا لأعباء ديونها بما يبلغ 56بليون دولار أمريكي مع مرور الوقت من شأن هذه المبادرة(بالاقتران مع أنواع أخرى من تخفيف أعباء الديون)تخفيض الديون الخارجية التي على تلك البلدان بنسبة الثلثين مما يؤدي إلى تخفيض مديونيتها بصورة عامة إلى مستوي أدنى من متوسط مديونية البلدان النامية و بموجب هذه المبادرة تقوم هذه البلدان باستخدام الأموال الحكومية التي تحررها برامج تخفيف أعباء المديونية في تقليص الفقر وتخفيض أعداد الفقراء فعلى سبيل المثال وضعت رواندا أهدافا لتعين معلمين و زيادة أعداد الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية ، وتقوم هندوراس بوضع خطط لتقديم خدمات الرعاية الأساسية لما لايقل عن 100000 شخص في المجتمعات المحلية الفقيرة ، وتقوم الكامرون بتدعيم جهود مكافحة الايدز عن طريق توسيع نطاق التوعية (من بين أمور أخرى ) بهدف تشجيع قطاعات السكان شديدة التعرض لمخاطر الإصابة بمها على استخدام الأغطية الذكرية الواقية.
• البنك الدولي من أكبر الجهات الدولية تمويلا لمشروعات التنوع البيولجي:/
منذ عام 1998 أصبح البنك الدولي من بين أكبر المصادر الدولية تمويلا لمشروعات التنوع البيولوجي التي تقوم بحماية مجموعة عالمنا الواسعة من أنواع الحيوانات والنباتات و الاحياء الاخري ومع فقدان التنوع البيولوجي شأن دولي فإن الذين يعيشون في مجتمعات محلية في المناطق الريفية في البلدان النامية يشعرون بأكثر اثاره لانهم الاكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية من أجل الحصول على: الغذاء ، الدواء، و المأوى، والدخل ، والعمالة ، و الهوية الثقافية الحضارية ولهذا السبب انضم البنك الدولي الى مؤسسة الصون الدولية و صندوق البيئة العالمية ومؤسسة ماكآثر و الحكومة اليابانية في إنشاءصندوق يسهم في تحسين حماية التنوع البيولوجي في المناطق المهددة الواقعة في البلدان النامية حيث أغنى بقاع كوكب الارض تنوع البيولوجي وأكثرها تعرض للاخطار كما انضم إلي الصندوق العالمي للاحياء البرية في خلق و ضمان أمن المناطق المحمية شديدة التعرض للاخطار و المصادقة على كون الغابات القائمة بإنتاج الاخشاب وغيرها قابلة للاستمرار فالاهتمام بالبيئة يحتل مركزا هاما في رسالة البنك الدولي الرامية إلى تقليص الفقر وتخفيض أعداد الفقراء وترتكز استراتجية البنك الدولي بشأن البيئة على كل من: تغير المناخ ، والموارد المائية ، وادارة الشؤون و التنوع البيولوجي ( من بين أمور أخري ) وتبلغ حاليا قيمة المشروعات التي يمولها البنك الدولي وتتضمن أهداف بيئية واضحة حوالي 11بليون دولار امريكي.
• يعمل البنك الدولي يساعد في إيطارالشراكة اكثر من أي وقت مضي:/
في السنوات الست الماضية انضم البنك الدولي الي مجموعة واسعة من الشركاء في الحملة الدولية علي الفقر ،فمن أجل تخفبض آثار الاحترار العالمي ( على سبيل المثال) عمل البنك الدولي مع الحكومات والقطاع الخاص لتنفيذ صندوق جديد باسم صندوق الكربون البيولوجي ومع الرابطة الدولية لمبادلة انبعاثات غاز الكربون في تنفيذ صندوق الكربون لتنمية المجتمعات المحلية كما يعمل البنك الدولي مع الصندوق العالمي للاحياء البرية في حماية الغابات وهو أيضا يرعى بالشراكة مع منظمة الامم المتحدة للاغذية و الزراعة و برنامج الامم المتحدة الانمائي و المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية التي تقوم بتعبئة وحشد افضل و احدث الخبرات العلمية من أجل : تخفيض أعداد الجياع و الفقراء ، وتحسين تغذية وصحة البشر ، وحماية البيئة كما يعمل البنك الدولي من خلال المجموعة الاستشارية لمساعدة أشد البلدان فقرا مع 27 منظمة دولية وجهة مانحة لاتاحة القدرة للفقراء على الحصول على الخدمات المالية كالقروض، بموجب مايسمي التمويل الاصغر كما نجحت شراكة تستهدف مكافحة مرض عمى الانهار في عموم قارة افريقيا بمنع حدوث 700000 اصابة بالعمى مع فتح 25مليون هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة ووضعها في الانتاج الزراعي فضلا عن معالجة 35 مليون شخص سنويا من بين المصابين بهذا المرض
• البنك الدولي يساعد في إتاحة المياه النظيفة و الكهرباء وخدمات النقل للفقراء:/
بينما يعتبر معظم الناس في بلدان العالم المتقدمة وجود البنية الاساسية على سبيل المثال المياه النظيفة وخدمات النقل من الامور المسلم بها ، فإنها رفاهية يحلم بها سكان العديد من البلدان النامية في العالم فهناك حوالي 1،4بليون شخص في البلدان النامية ليسوا قادرين على الحصول على المياه النظيفة وهناك 3 بلايين شخص يعيشون دون ان تكون خدمات اساسية كالصرف الصحي فالبنية الاساسية ليست مجرد انشاء المشروعات الكبيرة بل هي تعني تقديم الخدمات الاساسية التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية كتحسين المساكن العشوائية وإتاحة الطرق التي تصل الي اشد المناطق الحضرية فقرا وتعتبر البنية الاساسية امرا هاما من الجهود البنك الدولي في المساعدة علي الوفاء بالالاهداف الانمائية للالفية الجديدة فلتقديم المياه النظيفة اثر مباشر في تخفيض معدلات وفيات الاطفال . كما ان تزويد المجتمعات المحلية بالكهرباء يحمي النساء و الاطفال من ضرورة قضاء ساعات طويلة في جلب الحطب لاغراض الطبخ و التدفئة , و يتيح لهم المزيد من الوقت للقيام بانشطة اخرى . كما ان الاطفال بصورة خاصة يصبحوا قادرين على تكريس المزيد من الوقت لواجباتهم المدرسية . ففي المملكة المغربية , ادى طريق سانده البنك الدولي الى المساعدة في زيادة نسبة الفتيات الملتحقات بالمدارس من 28 في المائة الى 68 في المائة . كما ان البنية الاساسية تربط بين المجتمعات المحلية و العالم المحيط بها . و في الاكوادور , يقوم مشروع لكهربة الريف بالمساعدة في تحسين مستويات المعيشة و توسيع نطاق الفرص السانحة عن طريق توصيل الاتصالات السلكية و اللاسلكية و الكهرباء و شبكة
الانترنت وخدمات مؤسسات الإعمال التجارية إلى المجتمعات المحلية الفقيرة .
* تزايد دور المجتمع المدني في عمل البنك الدولي .
يعتبر نمو حركة المجتمع المدني في السنوات العشرين الماضية من بين أكثر الاتجاهات أهمية في عملية التنمية على الصعيد الدولي . فمنظمات المجتمع المدني – التي تضم مجموعات لأتتبع الحكومة والقطاع الخاص ومنها ( نقابات العمال .والمنظمات غير الحكومية ,والمنظمات القائمة على الأديان ,ومجموعات المجتمعات المحلية والمؤسسات غير الهادفة للربح ــ ليست ذات تأثير في مناقشات سياسية التنمية الدولية فحسب ، بل أصبحت قنوات هامة من اجل تقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ برامج التنمية الجديدة . فنسبة اشتراك منظمات المجتمع المدني في المشروعات التي يمولها البنك الدولي ازدادت من 21 في المائة من كافة المشروعات في عام 1990 إلى حوالي 72 في المائة في عام 2005. كما تزداد مساندة البنك الدولي لمنظمات المجتمع المدني عن الطريق إتاحة المزيد من المعلومات إليها وعروض إتاحة التدريب لها . كما يقول البنك الدولي بتقديم المنح لمنظمات المجتمع المدني بغية إعادة بناء المجتمعات المحلية التي مزقتها الحروب ، وتقديم الخدمات الاجتماعية ومساندة تنمية المجتمعات
المحلية ، ويقوم موظفو البنك الدولي المعنيون بنظمات المجتمع المدني في أكثر من 70 مكتبا تابعا للبنك في مختلف يلدان العالم بالتشاور والعمال مع المنظمات المجتمع المدني بشأن مجموعة من القضايا ، التي تتراوح ما بين الوقاية من الفيروس ومرض الايدز وتطور أنشطة الائتمان البالغ الصغر ومحاربة الفساد وحماية البيئة .
* البنك الدولي يساعد البلدان الخارجة من الصراعات .
يعمل البنك الدولي حاليا في 35 بلد متأثر بصراعات . وهو يعمل مع الحكومة المعنية ومع الشركاء من ببك المنظمات غير الحكومية ( المحلية والدولية ) بهدف : مساعدة الناس المتضررين من الحرب ، واستناف عملية التنمية السلمية ، ومنع نشوب العنف مرة أخرى .ويتناول عمل البنك الدولي مجموعة من الاحتياجات من بينها : استنهاض الاقتصادي ، وترميم وإعادة بناء البنية
الأساسية التي تضررت بسبب الحرب ، وإعادة بناء المؤسسات ، وإزالة ألغام الأرضية ، ومساعدة الناس شاركوا في الصراعات وللاجئين على الإدماج ثانية في مجتمعاتهم ، وتوجيه البرامج إلي الضعفاء من بين الناس كالأرامل والأطفال . كما قام البنك الدولي بتطوير أدوات وإجراء بحوث بهدف : تحسين تحليل وفهم مصادر الصراع ، وتشجيع نمو الاقتصادي ، وتقليص الفقر
بطريقة تؤدي إلى تخفيض مخاطر نشوب الصراعات في المستقبل . ومن بين المشروعات الواسعة النطاق التي ساندها البنك الدولي : إعادة إدماج الجنود الذين شاركوا في الحرب في منطقة البحيرات الكبرى في إفريقيا الوسطى في مجتمعاتهم ، وإعادة يناء البنية الأساسية ومساعدة المجتمعات المحلية الأفغانية ، ومعالجة الصدمات النفسية والاجتماعية في البوسنة والهرسك ، وإعادة تأهيل أطفال الشوارع في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وحماية ممتلكات الكولومبيين الذين أجرحتهم الصراعات منها .
* البنك الدولي أيصغي ويستجيب لأصوات الفقراء :
تعلم البنك الدولي - من جلال الحديث من 60000 من الفقراء في 60 بلدا ومن العمل اليومي الذي يقوم به - أن الفقر ليس مجرد عدم كفاية ر الداخل . بل هو أيضا الافتقار إلي الحرية الأساسية في العمل والاختبار واغتنام الفرص . كما انه التعرض لللاساءة والفساد. ويعتقد البنك الدولي انه ينبغي عدم اعتبار الذين يعيشون واقع الفقر عبئا ، بل هم مورد وشريك في محاربة الفقر . فالنهج الذي اعتمده لبنك الدولي بشأن تقليص الفقر وتخفيض إعداد الفقراء يضعهم في مركز عملية التنمية ويخلق أوضاعا يمكنهم فيها من اكتساب المزيد من السيطرة على حياتهم ، وذلك من خلال تحسين قدرتهم على الحصول على المعلومات وزيادة مشاركتهم في موارد تمويلية تبلغ أكثر من مليوني دولار أمريكي . ومن بين الطرق الأخرى لمساندة الفقراء : برامج المدارس التي تديرها
المجتمعات المحلية ، وإصلاح أجهزة القضاء وزيادة القدرة على الوصول إلى العدالة ، وتزويد المواطنين بالقدرة على تحديد جودة الخدمات الأساسية كالقدرة على الحصول على خدمات إمدادات المياه والتعليم والرعاية الصحية .
ثانيا : إخفاقات البنك الدولي :
وبالرغم من هذه النجاحات إلا انه هناك العيد من لانتقادات توجه إلى البنك نذكر منها :
*- شدة حرص البنك في تقديم القروض فإذا طلبت دولة ما من البنك قرضا فانهدر سحالة تلك الدولة دراسة مستفيضة ثم يرسل بعثة لدراسة الأوضاع في النتائج والو سائل الأخرى ، التي لا يمكن إن تلجأ إليه الدولة ثم تقدم البعثة تقرير إلى مدير البنك الذي يعرضه بدوره على مجلس المديرين ثم يرسل البنك مرة أخرى بعثة لكي تشرف على استعمال القروض والتأكد إنا الأموال استخدامات لإغراض متفق عليها ، خوفا من فشل المشروعات التي تتفق عليها .
*- لقد انقضى على البنك السنوة ومع ذلك عدم التوازن والاختلال بين موازين المدفوعات لمعظم دول العالم مازال قائما .
*- معظم قروض البنك كانت لمشاريع القوى الكهربائية ، ولوسائل النقل المختلفة مما يؤدي إلى حرمان القطاعات العديدة الأخرى من مساهمة البنك في إقامتها .
المطلب الثاني : اتفاقيات الجزائر والبنك الدولي .
من خلال قراءة التقرير الخييرة للبنك الدولي حول الجزائر يظهر التطور الكبير في العلاقات بين الجزائر والبنك الدولي .
1- بعد 1962 : كان حضور البنك الدولي قويا ومكثفا في مساعدة الدول التي هي في طور البناء
- تكوين الاطارت في مختلف الميادين المهنية
- منح قروض مالية ومساعدات تقنية .
2 - هذا النوع من التدخل امتد حتى بداية 1990 : التاريخ الذي دخلت فيه الجزائر في أزمة اقتصادية لا مثيل لها كانت محملة ديون خارجية هامة عن تدهور كبير في أسعار البترول اضطرت الجزائر من خلال إلى التوقف تماما عن تسديد ديونها إمام هذا المأزق كان من الضروري تدخل كل من البنك والصندوق
3 - إمام هذه الوضعية المزرية لم يكون هناك حلولا لا الشروع في مفاوضات لفروض تحقيق الديون الخارجية وتطبيق فوري لتوصيات البنك الدولي المفروضة على الجزائر في إطار مايسمى
بمخطط تسوية الوضعية نتائج هذا المخطط استعجالي كانت للأسف وخيمة حيث أدى تطبيقها سنوات 1994ـ 1995 إلى إضرار هام غي القطاع العام بسبب فصل ما يقارب عن 400000 عامل السبب الذي لم تتقبله السلطة المركزية وحصل إلى درجة اتهام الحكومة في ذلك الوقت بمساعدة البنك الدولي على حساب القطاع العام يمكن القول إن سمعة البنك الدولي تحطمت في نظر الرأي العام الجزائري الذي ارجع كل هذا الخراب إليه ومازاد الطين بلة هو ما كان يعكس الجزائر بالموازاة من أزمات أخرى وأخطرها الأزمة الأمنية التي أثرت كثيرا على الاقتصاد الوطني بداية من 1999 تحسنت الأوضاع خاصة بعد ارتفاع أسعار البترول إلى يومنا هذا .....
انتعاش صادرات الجزائر من المحروقات وكذا تحسن القطاع المهني مكن الجزائر من التحكم في الأوضاع وتحقيق نسبة نمو ديموغرافي مقبول للبنك الدولي . ومن خلال متابعة الوضع في الجزائر اضطر في إطار هذه المعطيات الجديدة إلى التكيف مع الاحتياطات الجديدة للجزائر وبطلب من الحكومة الجزائرية ،إنشاء إستراتيجية بينها وبين البنك سميت بالمساعدة المقاربة الإستراتيجية ، هذه الإستراتيجية الجيدة من التعاون المطبقة من 2004ـ 2006 تتركز حول إنهاء المشاريع وتطوير النمو الاقتصادي وكذا خلق منصاب شغل من خلال مساعدة القطاع العام وجعله فعلا والتشجيع على الاستثمار الخاص في القطاع الاقتصادي .
القروض التي تحصلت عليها الجزائر من البنك
لقد استفادت الجزائر من البنك فرضين رئيسيين لتقليل الكوارث الطبيعية وخلق فرصة العمل تتمثل في ما بلي :
*- واشنطن 08 أوت 2008 وافق البنك الدولي على قرض قيمته 89 مليون $ أمريكي للجمهورية الجزائرية لتخفيض درجة تعرض سكان المناطق الحضرية ( المدن ) للفياضيانات والزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى ، وسيسعى المشروع الذي يموله هذا القرض إلى تحسن قدرة لجزائر على التصدي لأوضاع الكوارث الطبيعية وإدارتها وإدخال إجراءات وقائية تعرض فقراء المناطق الحضرية لكوارث في المستقبل .
*- تتميز الجزائر العاصمة والمدن الأخرى بارتفاع معدل التمدن ( التوسع العمراني ) الذي ارتفع من 1%3 من عام 1996 إلى حوالي 60% عام 2000 وتسهم المساكن شديدة الازدحام ، وعدم وجود أسواق لمريل الإسكان ونظام الإسكان الاجتماعي في حدوث تدهو سريع في رصيد المباني ، كما إن الجزائر العاصمة التي يقطنا 03 ملايين نسمة معرضة للسيول والانهيارات الأرضية والطينية والزلازل وقد أدى هذا إلى تكبد الفقر خسائر مالية واجتماعية واقتصادية وتحول والموارد المالية من جهود التنمية التقليدية إلى الانتعاش وإعادة الأعمار .
*- في الآونة الأخيرة أسفرت الإمطار الغزيرة التي اقترنت بفيضانات وتدفقات طينية عن وفاة 300 شخص حدثت نسبة 95 % في الجزائر العاصمة وخسائر ، وإضرار في الممتلكات بلغت قيمتها 400 ميلون دولار وكان الإسكان هو اشد القطاعات تأثير فبلغ نصيبه 33% من الإضرار الكلية وتبعته الخسائر التي منت بها شبكة المياه والصرف الصحي وتصريف مياه الإمطار ثم البنية الأساسية العامة مثل : الطرق ، الجسور ، والموانئ ثم المنشات الزراعية .
*- ويعتبر المشروع الذي تمت الموفقة عليه استجابة لطلب الحكومة الجزائرية ، مساعدة لإعادة التأهيل والوقاية في إعقاب الفيضانات ، وسيعد احد المكونات المشروع الحكومة للتصدي لكوارث الطبيعية عن طريق تمويل أجرا دارسات وتدريب الموظفين في الهيئات الوطنية المسؤولة عن حماية المدنية و الأرصاد الجوية وموارد المياه وشرا معدات العملية البحث والإنقاذ وعمليات الإخلال الطبي وغيرها وسيمول مكون أخرى في المشروع وعمليات إعادة الأعمار الطارئ مثل : بناء مساكن جديدة لمن فقدو منزلهم في الفيضانات وبناء إشغال مياه وإعادة التشجير لتثبيت التربة .
وسيقدم البنك الدولي للإنشاء والتعمير احد مؤسسات مجموعة البنك الدولي المسؤول عن تقديم القروض
والمساعدات الفنية للبلدان الموسطة الدخل فهذا الذي تبلغ قيمته 89 مليون دولار ، بشرط الإقراض العادي
وستساهم الحكومة الجزائرية ب 36 مليون دولار في المشروع ،وستلعب دور رئيسيا في إدارته، وجدير بالذكر إن البنك قدم مساعدات بلغت حوالي 08 ملايين دولار في مختلف إنحاء العالم لعمليات إعادة الأعمار في إعقاب الكوارث.
2- قرض من البنك الدولي لمكافحة الفقر في المناطق الريفية الجزائرية من خلال خلق فرص العمل
29 افريل 2003 وافق البنك على قرض بمبلغ 95 مليون دولار أمريكي للحكومة الجزائرية من اجل تهيئة فرص العمل في المناطق الجبلية الريفية الجزائرية حيث كانت بيانات عام 1995 إن نسبة 70% من الفقراء يعيشون في مناطق ريفية أي ما يعادل ما مجموعة 2.7 ميلون شخص وان هناك علاقة وثيقة بين الفقراء و البطالة كما إن المجتمعات الريفية تتأثر بقلة العمالة نتيجة التغيرات الموسمية في الأنشطة الزراعية علما إن الأوضاع ازدادت سوءا نتيجة الجفاف المستمر في الجزائر السنوة 10 الأخيرة .
الخاتمة
من خلال ما تطرقنا إليه من مفاهيم وتعار يف نستنتج أن البنوك تلعب دورا أساسيا في حياة الفرد والمجتمع وهو ضرورة حتمية لتلبية الرغبات المتمثلة في القروض والمساعدات المالية وعلى البنوك أن تكون احترافية لتحقيق اكبر قدر ممكن من المساعدات فهي تلعب دور الوساطة بين المدين والمقاول الاقتصادي كما أنها ضمان للمصداقية المالية للجميع سواء على المستوى الوطني أو الخارجي
قائمة المراجع:
محمد سيد عابد ، التجارة الدولية ، جامعة الإسكندرية ، القاهرة 2001.
محمد عبد العزيز عجمية ، الاقتصاد الدولي ، دار الجامعة الجديدة للنشر، القاهرة 2000.
http://web.worldbank.org/ wbstte/exte...676331.00.html
http://web.worldbank.org/wbstte/exte...676331.00.htmlhttp://digitalmedia.worldbank.org/te...s/ar